بعد انقضاء ما يزيد عن نصف قرن، فإن المنطقة العربية والإسلامية، تقف على عتبة القرن الواحد والعشرين دون أن تتمكن من تحقيق التقدم، ولا كسر أطواق التخلف الاقتصادي، الذي يتجلى في أحد أبعاده في مشكلة الغذاء، التي ما فتئت تنخر كيانها.
فما هي مظاهر هذه المشكلة؟ وما هي أسبابها؟ ذلك هو موضوع الفصلين الأول والثاني من هذا البحث.
فالمظاهر تتمثل في عجز الطاقة الإنتاجية الغذائية العربية الراهنة عن تغطية الحاجات الاستهلاكية. وقد تجسد ذلك العجز في تدن هائل لمستوى الاكتفاء الذاتي الغذائي، ترتب عنه لجوء متزايد إلى السوق الخارجية للاستيراد أو طلب المزيد من المعونات الغذائية، بكل ما ينجم عنه من تكريس لتغيير عادات وأنماط الاستهلاك، ومن ثم غزو حضاري وارتهان غذائي ومالي. أما الأسباب، فتنقسم إلى مباشرة، وغير مباشرة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق