عرف أن مهمتي في كتابة رحلاتي شاقة عسيرة لأني لا أصف الطبيعة كما فعل الذين سبقوني.. ولكني أحاول أن أصف الحضارة، ووصف الطبيعة لا يستلزم إلا الحاسة الصادقة.. أما وصف الحضارة فيستلزم مع هذه أقدارا متنامية من الدقة والإحاطة والتعمق والفهم والترتيب... ويستلزم قبل ذلك أن تكون جنديا من جنود الحضارة لا فارسا من فرسان الطبيعة، أن تكون جنديا قارب نيل الشاهدة وأثخنته الحضارة بآثار عمله من أجلها قبل أن تكون فارسا أعطته الطبيعة بقدر ما استمتع بها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق